حب دوت نيت

حب دوت نت love.net












حب دوت نت love.net ..


جلس كعادته ..وحيداً ...إضاءة خافته تحيط أرجاء الغرفة ..كانت أصابعه تداعب لوحة المفاتيح بتناغم وعفوية ..يتبادل الحديث مع صديق عنكبوتي عرفه حديثاً عبر الماسنجر ...
ظهرت له رسالة صغيرة على جانب شاشة الكمبيوتر ...مقتحِم جديد يرغب التعارف .. ولم لا ..
فتاة في مقتبل العمر .. غزتها هي أيضاً صرعة الماسنجر ...بدأ التعارف .. وتعددت الجلسات عبر العنكبوتية ..بدأت بحروف لاهية لاهثة .. سرعان ما تحولت عبر الجلسات المتكررة .. إلى حوار جدي وتبادل للأفكار ..
طلبت منه أن يرسل لها صورة شخصية له ..تردد ..بحث بين أوراقه عن صورة له التقطها قبل سنوات وأرسلها لها . طلب أن يرى صورتها ..أرسلت له صورة ..أقسمت له أنها صورتها ..
هيفاء جميلة ..في بداية العشرينات....كثرت اللقاءات بينهما عبر الماسنجر ... ودبت الحرارة في الحروف المسافرة بينهما.تنفست تلك الحروف ...تحركت فيها المشاعر والأحاسيس ..دبت فيها الحياة ...تقاربت جلساتهما معاً عبر الماسنجر حتى غدت يومية ...تبادلا أرقام هواتفهما الشخصية ...تطورت بينهما العلاقة من تعارف ..لصداقة ..لإعجاب ..لحب ..لهيام ...كان يرى فيها كل ما في الدنيا من رقة وجمال وكمال ..ورأت فيه فارس أحلامها الهمام ..
تعلقت دقات قلبه ..بنبضات أيقونة الشبكة العنكبوتية الظاهرة أمامه أسفل الشاشة ..
أصبح الليل أنيسهما حتى الفجر ...كانت تشعر الصدق في حديثه..في بث لواعج حبه وتحلم أن تتوج تلك العلاقة بالزواج...أما هو فقد كان يزيده هذا الإحساس عذاباً ..كان يبادلها نفس الشعور ..بل أكثر ..كان يعذبه الخوف من أن يفقد ذلك الحب المفقود ..
وحان وقت اللقاء ...وقت البر بوعد قطعه لها ...
مع بزوغ فجر ذلك اليوم ..قاد سيارته الفاخرة وتوجه إلى مدينة الأحلام حيث يقطن حلمه ...
رآها تخرج من مكان عملها ...نعم هي .. هي ..أبهى مما كان يتوقع ... تقدم نحوها متردداً ...تجاوزته دون أن تلتفت إليه أو تعره أدنى اهتمام ...شعر بألم شديد يعتصر قلبه ...انحدرت دمعة على خده .. عاد إلى سيارته وأقفل راجعاً ...
رن جرس هاتفه ..نظر إلى رقم المتصل ..ولم يجب ...لم يسكت هاتفه عن الرنين طوال اليوم ...كانت هي ...
هام على وجهه حتى استقر به المطاف على ربوة تطل على موج البحر اعتاد مشاركتها وحدته ..جلس يبث البحر همومه وتتصارعه المشاعر والأفكار ...
عاد إلى منزله في وقت متأخر من الليل ..ودخل غرفته واجماً ...
في ظل الإضاءة الخافتة ..وقف أمام المرآة يتأمل وجهه بأسى ويتحسس تلك الندبات التي أخفت قسمات وجهه الجميل الذي هجره منذ سنين ....
توجه مكلوماً إلى طاولة مكتب قديمة يعتصره الألم ويصحبه أنين...أخرج من بين أوراق تراكمت في درجه الخلفي صحيفة قديمة ...امسك بالمقص ..وقص جزءاً من صفحتها الأولي تتوسطه صورته .. أدخله لجهاز الكمبيوتر عبر الماسح الضوئي ..فتح بريده الالكتروني ...فتح رسالة جديدة ..ووضع عنوان الحبيبة ..حمّل الملف ...استعرضه متردداً ودموع حاره تغرورق بها عيناه ..وبكاء مكبوت يهز داخله ...وضع مؤشر الفأرة على أيقونة الإرسال ... قرأ متردداً للمرة الأخيرة المانشيت المكتوب بالخط العريض تحت الصورة ...حريق كبير يلتهم متجراً ضخماً فيقضي مالكه في الحريق ويصاب ابنه الشاب بحروق بليغة ... أغمض عينيه ..وقبض جفنيه على تلك الذكرى الأليمة ..وضغط أيقونة الإرسال

الموضوع ده جميل جدا ياباشا

تحيات
النوص الكبير

مشكوووووووووور يا نوضة على مروك الجميل قوووووووووى